و كان هرقل في موضعه (حمص [1] أو دمشق) [2] لم يزحف و لم يتحرك، و كان الذي اشيع في المدينة أنه بعث أصحابه و دنا الى أدنى الشام باطلا [3] . غ
الرجوع من تبوك:
مرّ عن اليعقوبي و الطبرسي أنه صلّى اللّه عليه و آله انتهى الى تبوك في شهر شعبان [4] و عن ابن اسحاق: انّه أقام بها بضع عشرة ليلة [5] و عن الواقدي أقام عشرين ليلة [6] فقد أقبل إليهم شهر اللّه: شهر رمضان المبارك، شهر الصيام.
فأجمع رسول اللّه على الرجوع من تبوك، و قد أرمل الناس إرمالا شديدا، و قد هزلت الابل... فدخل عمر بن الخطاب على رسول اللّه فقال: يا رسول اللّه...
[3] مغازي الواقدي 2: 1019. و قد قال المفيد: كان اللّه قد أوحى الى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله أن يسير الى تبوك، و أعلمه أنه لا يحتاج فيها الى حرب و لا يمنى بقتال عدو. الارشاد 1: 154. و قال الواقدي: شاور رسول اللّه أصحابه للتقدم من تبوك الى الشام، فقال عمر: ان كنت امرت بالمسير فسر!فقال صلّى اللّه عليه و آله: لو امرت به ما استشرتكم فيه 2: 1019 مما يؤيد ما أفاده الشيخ المفيد قدّس سرّه أنّه لم يكن مأمورا من ربّه بأكثر مما مرّ الى هنا في تبوك بلا تقدّم منه الى الشام، و عليه فلم يرجع عن مشورة. و نقل الواقدي عن عمر قوله: و قد أفزعهم دنوّك 2: 1019 و لا دليل عليه و قد قال الواقدي: انهم لم يزحفوا و لم يتحركوا!و عليه فلا يصح ما في سيرة المصطفى: 650-653 و في سيد المرسلين 2: 568، 569.