قالوا: بلى، قال أ فما أنا آمركم بشيء إلاّ فعلتموه؟!قالوا: نعم، قال: فاني اعزم عليكم بحقّي و طاعتي إلاّ تواثبتم في هذه النار!فقام بعضهم يشدّ حجره على خصره يستعدّ للثوب على النار!فقال لهم: اجلسوا، انما كنت اضحك معكم!.
فلما قدموا عليه صلّى اللّه عليه و آله ذكروا ذلك فقال: «من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه» ! [1] . غ
سرية علي عليه السّلام الى بني طيّ:
و في ربيع الآخر سنة تسع أيضا كانت سرية علي عليه السّلام الى بني طيء آل حاتم الطائي و ابنه عديّ و كان لهم صنم يسمّى الفلس، و هو في بيت و قد ألبسوه ثيابا و ثلاثة دروع و جعلوا معه سيوفا ثلاثة تسمّى: الرسوب و المخذوم و اليماني [2] .
روى الواقدي خبرها بسنده عن محمّد بن عمر بن علي عليه السّلام قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب عليه السّلام الى الفلس ليهدمه و يشن عليهم الغارات، في مائة و خمسين من الأنصار ليس فيهم مهاجر واحد، معهم خمسون من الابل و خمسون فرسا، و ناوله لواء أبيض و راية سوداء.
فدفع لواءه الى جبّار بن صخر السلمي و رايته الى سهل بن حنيف، و خرج بدليل من بني أسد يقال له حريث [3] . و كان لزعيمهم عدي بن حاتم الطائي عين بالمدينة، فلما علم بخبر السريّة أخبر عديّا فهرب إلى الشام [4] .
[1] ابن اسحاق في السيرة 4: 289 و مغازي الواقدي 2: 983، 984.