responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 396

ثمّ دخلت على حفصة فسألتها: أ تراجع إحداكنّ رسول اللّه و تهجره النهار إلى الليل؟!قالت: نعم!فقلت لها: قد خابت و خسرت من فعلت منكنّ ذلك؟ أ تأمن إحداكنّ أن يغضب اللّه عليها لغضب رسول اللّه فإذا هي قد هلكت!ثمّ قلت لحفصة: لا تراجعي أنت رسول اللّه و لا تسأليه شيئا و سليني ما بدا لك، و لا يغرينّك أن كانت جارتك‌[مارية]أوسم منك و أحبّ إلى رسول اللّه.

قال: و كان منزلي بالعوالي، و كان لي جار من الأنصار كنّا نتناوب النزول إلى رسول اللّه، فينزل يوما فيأتيني بخبر الوحي و غيره، و أنزل يوما فآتيه بمثل ذلك.

و كنّا نتحدّث: أنّ غسّان تنعّل الخيل لتغزونا (ممّا بعث على غزوة تبوك) . فجاء يوما (و لعلّه كان بعد العصر) فضرب عليّ الباب فخرجت إليه فقال: حدث أمر عظيم! فقلت: أجاءت غسّان؟قال: أعظم من ذلك: طلّق رسول اللّه نساءه!فقلت في نفسي: قد خابت حفصة و خسرت! (فبتّ تلك الليلة حتّى أصبحنا) فلمّا أصبح و صلّينا الصبح شددت ثيابي على نفسي و انطلقت حتّى دخلت على حفصة فإذا هي تبكي!فقلت لها: أ طلّقكنّ رسول اللّه؟قالت: لا أدري، هو ذا معتزل في المشربة.

فانطلقت (إلى مشربة أمّ إبراهيم، و إذا غلام أسود هناك) فقلت له: استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج فقال: قد ذكرتك له فلم يقل شيئا!فانطلقت إلى المسجد...

فجلست إلى نفر حول المسجد، ثمّ غلبني ما أجد (في نفسي) فانطلقت حتّى أتيت الغلام فقلت له: استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج فقال: قد ذكرتك له فلم يقل شيئا! فولّيت منطلقا، فإذا الغلام يدعوني، فرجعت إليه فقال لي: ادخل فقد أذن لك! فدخلت، فإذا النبيّ متّكئ على حصير و رأيت أثره في جنبه، فقلت: يا رسول اللّه، أ طلّقت نساءك؟قال: لا... بل كان قد أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرا.

فعاتبه اللّه في ذلك، و جعل له كفّارة اليمين‌ [1] .


[1] القسم عن الاعتزال من النساء هو ما يسمّى في الفقه بالإيلاء، و سيأتي بلفظه في-

نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست