و روى الواقدي الخبر عن بعضهم قال: كنّا عنده صلّى اللّه عليه و آله نكلّمه و نعتذر إليه، إذ أخذه برحاء الوحي، فلمّا سرّي عنه أخبرنا بعذرنا و ما نزل في صاحبنا، و الذي نزل عليه قوله سبحانه: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جََاءَكُمْ فََاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا... . ثمّ قال لنا: فمن تحبّون أبعث إليكم؟قلنا: تبعث علينا عبّاد بن بشر. و كان حاضرا، فقال له: يا عبّاد سر معهم فخذ صدقات أموالهم، و توقّ كرائم أموالهم. و أمره أن يقيم عندنا عشرة أيّام.
قال: فخرجنا مع عبّاد يقرئنا القرآن، و يعلّمنا شرائع الإسلام حتّى أنزلناه في وسط بيوتنا، فلم يضيّع حقّا و لم يعد بنا الحقّ، ثمّ انصرف إلى النبيّ راضيا [1] .
و كان أنس بن مالك الخزرجي يخدمه صلّى اللّه عليه و آله، فروى الواحدي بسنده عنه قال:
قلت له يوما: يا نبيّ اللّه، لو أتيت عبد اللّه بن ابيّ؟فقبل و أنعم. و ركب صلّى اللّه عليه و آله إليه حمارا، و انطلق معه المسلمون يمشون [2] و هم من الأوس رهط عبد اللّه بن رواحة، فمضى صلّى اللّه عليه و آله حتّى وقف على عبد اللّه بن ابيّ، فراث حمار رسول اللّه، فقال له عبد اللّه: إليك عنّي!و أمسك أنفه. فقال له عبد اللّه بن رواحة الأوسي: لحمار رسول اللّه أطيب ريحا منك و من أبيك!فغضب الخزرج قوم ابن ابيّ بن سلول، و مدّوا أيديهم إلى ابن رواحة، فأعانه قومه فتناوشوا بأيديهم ثمّ بنعالهم ثمّ بجريد سعفات النخيل، ثمّ افترقوا، ففيهم نزل قوله سبحانه: وَ إِنْ طََائِفَتََانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدََاهُمََا عَلَى اَلْأُخْرىََ فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتََّى تَفِيءَ إِلىََ أَمْرِ