الإسلام، و هذا من ديننا. و قال التميميون: و اللّه لا يصل إلى بعير منها أبدا! و تجمّعوا و تقلدوا أقواسهم و شهروا سيوفهم!فلما رآهم المصدّق خافهم فانطلق مولّيا و هرب منهم [1] .
فقدم المصدّق على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: يا رسول اللّه، إنّما كنت في ثلاثة نفر.
فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالّهم و قالوا: لو لا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم، ليدخلنّ علينا بلاء من عداوة محمد و على أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول اللّه تردّونهم عن صدقات أموالنا. فخرجوا إلى بلادهم.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من لهؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا؟فانتدب أوّل الناس عيينة بن حصن الفزاريّ فقال: أنا و اللّه لهم، أتبع آثارهم و لو بلغوا يبرين (في ديار بني سعد) حتى آتيك بهم إن شاء اللّه، فترى فيهم رأيك.
فبعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في خمسين فارسا من العرب من غير المهاجرين و الأنصار، فكان يسير بالليل و يكمن لهم بالنهار، خرج على ثنيّة ركوبة حتى انتهى إلى موضع العرج فوجدهم قد رحلوا إلى أرض بني سليم، فخرج في أثرهم فوجدهم بعد السقيا في صحراء قد حلّوا و سرّحوا مواشيهم، فلما رأوا الجمع ولّوا، فأخذوا منهم أحد عشر رجلا، و إحدى عشرة امرأة و ثلاثين صبيّا، فحملهم إلى المدينة، فحبسوا في دار رملة بنت الحارث.
فقدم عشرة من رؤسائهم منهم: الأقرع بن حابس التميمي، و الزّبرقان بن
[1] هذا سوى خبر الوليد بن عقبة مع بني وليعة أو بني المصطلق من خزاعة و سيأتي.
[2] ذلك انّه إنمّا كان تمرّدا داخل الدولة الإسلامية لا غزوا.