أهل وجّ من الطائف فعرضوا عليه إسلامهم و إسلام قومهم، و لكنّهم لم يقرّوا بالصلاة و الزكاة [1] .
فقال صلّى اللّه عليه و آله: لا خير في دين لا ركوع فيه و لا سجود!أما و الذي نفسي بيده ليقيمنّ الصلاة و ليؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلا هو منّي كنفسي، فليضربنّ أعناق مقاتليهم و ليسبينّ ذراريهم!و أخذ بيد علي عليه السّلام و شالها و قال: هو هذا [2] .
ثم انصرف صلّى اللّه عليه و آله تلك الليلة (ليلة الخميس) من مكة إلى الجعرّانة فكأنّه بات بها. و في يوم الخميس سلك وادي الجعرّانة و إلى جانبه حتى خرج منه على سرف (على عشرة أميال-25 كم من مكة إلى المدينة) ثم أخذ الطريق حتى انتهى إلى مرّ الظّهران [3] و كان قد أمر ببقايا الفيء إلى هناك، فاتّبع بها إلى المدينة، حتى قدمها يوم الجمعة لستّ ليال أو ثلاث ليال بقين من ذي القعدة [4] . غ
رسل الاسلام الى البحرين و هجر:
أطلق البلاذري: في سنة ثمان [5] -و قيده ابن سعد: بمنصرفه من الجعرانة [6] - أمر صلّى اللّه عليه و آله كتّابه أن يكتبوا الى المنذر بن ساوى التميمي الدارمي العبدي أمير الفرس
[1] كذا في هذا الخبر، و سيأتي أنّ فرض الزكاة كان في أول التاسعة.
[2] أمالي الطوسي: 504، 505، الحديث 1106. و سيأتي خبر وفدهم إلى المدينة في شهر رمضان من التاسعة أي بعد عشرة أشهر من هذا.
[4] لست ليال في سيرة ابن هشام 4: 143 و 144. و لثلاث ليال في مغازي الواقدي 2: 960 و 973 و لعلّ هذا الإسراع و التعجيل كان لإبعاد جوّ الحرب عن موسم الحج، من جملة العلل.