و منهم من كرهه فلم يدخل فيه. و بأرضي يهود و مجوس، فأحدث إليّ أمرك في ذلك» [1] . غ
و أمان لبني ثعلبة:
و لعلّه في هذه الفترة كان وفود صيفي بن عامر من بني ثعلبة مع ثلاثة آخرين من قومه عليه صلّى اللّه عليه و آله، كما روى ابن سعد عن رجل منهم قال: قدمنا عليه أربعة نفر لما قدم (من) الجعرّانة، فقلنا: نحن رسل من خلفنا من قومنا، و نحن و هم مقرّون بالاسلام. فأقمنا أياما في ضيافته، ثم جئنا لنودّعه، فقال لبلال: أجزهم كما تجيز الوفد. فجاء بلال بفضة و قال: ليس عندنا دراهم، فأعطى كل رجل منّا خمسة أواق [2] !و كتب لصيفي بن عامر منهم: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول اللّه لصيفي بن عامر على بني ثعلبة بن عامر، من أسلم منهم و أقام الصلاة و آتى الزكاة [3] و أعطى خمس الغنم و سهم النبيّ و الصفيّ، فهو آمن بأمان اللّه» [4] . غ
عمرته صلّى اللّه عليه و آله من الجعرّانة:
مر أنّه صلّى اللّه عليه و آله كان في الجعرّانة يصلّي في موضع المسجد الذي بالعدوة القصوى تحت الوادي، فمنه أحرم ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة، للعمرة، فلم يجز الوادي إلاّ محرما ملبّيا، و لم يقطع التلبية حتى رأى البيت يوم