و مرّ الخبر عن مصاهرة عروة بن مسعود الثقفي لأبي سفيان بن حرب على ابنته آمنة، أو مصاهرة أبي مرّة بن عروة له على ابنته ميمونة [1] ، و لكنّ عروة بن مسعود كان قد خرج إلى الجرش في أوائل اليمن من ناحية الحجاز ليتعلّم منهم صنعة الدبّابة و المنجنيق [2] فافتقد أبو سفيان صهره عروة ليكلّمه في ابنته آمنة مخافة أن تسبى، فلجأ إلى المغيرة بن شعبة الثقفي و اتّفق معه على أن يتقدّما إلى الحصن فيكلّما ثقيفا في نساء عندهم من قريش و بني كنانة منهن آمنة أو ميمونة، و الفراسيّة بنت سويد بن عمرو، و اميمة بنت اميّة الفقيمية.
فتقدّما فناديا: أمّنونا حتى نكلّمكم. فأمّنوهما. فطلبا منهم أن يدعوا لهم هذه النساء، فدعوهنّ لهما، فلما عرض أبو سفيان على ابنته ميمونة أو آمنة الأمان من السبي مع نساء الطائف-مع صواحبها-أبت عليه، و أبين عليهما [3] . و لم تأخذ العزّة بالإسلام أبا سفيان أن يدعو ابنته إلى الإسلام، و انما النصّ: خاف عليها السباء، فدعاها إلى الأمان لا الإيمان، و لم يخف عليها الكفر و الشرك فيدعوها إلى الإسلام، دعته الحميّة إلى ذلك، و لكنّها لم تكن حميّة الإسلام بل لعلها حميّة جاهلية. غ
و حميّة جاهلية:
و صدّق ابليس ظنّه على رجل من مزينة كان مع رماة المسلمين، و زيّن له