فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم فقصدهم [1] فنزل مالك عن فرسه و طفق يلوذ بالشجر حتى سلك في جبل يسمى اليسوم في أعلى وادي نخلة، و بصر بهم الزبير فحمل عليهم حتى أهبطهم من الثنية، و هرب مالك بن عوف إلى ناحية «ليّة» من نواحي الطائف، فدخل فيها قصرا تحصّن فيه [2] . غ
والي أوطاس:
قال المفيد: أخذت ثقيف و من تبعها إلى الطائف، و أخذت الأعراب و من تبعهم إلى أوطاس (حيث جاءوا منه) فبعث النبيّ في أثرهم إلى أوطاس أبا عامر الأشعري في جماعة منهم ابن عمه أبو موسى الأشعري قيس بن عبد اللّه [3] فوقفوا لقتالهم.
قال ابن هشام: فتقدم لقتاله إخوة عشرة، دعاهم أبو عامر إلى الإسلام، فكان يحمل عليه أحدهم فيقتله أبو عامر فيتقدم الآخر منهم حتى تقدم عاشرهم، فحمل عليه أبو عامر و هو يقول: اللهم اشهد عليه. فقال الرجل: اللهم لا تشهد عليّ!فكفّ عنه أبو عامر، و انصرف الرجل، فرماه اخوان آخران فأصاب أحدهما ركبته و أصاب الآخر قلبه فقتله، فقتلهما أبو موسى [4] .
قالوا: و أوصى أبو عامر إلى ابن عمه أبي موسى و دفع رايته إليه و قال له:
ادفع فرسي و سلاحي إلى رسول اللّه و قل له يستغفر لي، و رجع أبو موسى و من معه