و روى الواقدي هنا ما يفسّر الهزيمة الاولى لخالد بن الوليد مع بني سليم في المقدمة: قال: قالوا: لما رجع المسلمون يتّبعون هوازن يقتلونهم و هزموا تنادى بنو سليم بينهم: ارفعوا القتل عن بني امّكم!فرفعوا الرماح و كفّوا عن القتل!فلما رأى رسول اللّه الذي صنعوا قال: اللهم عليك ببني بكمة!أما في قومي فوضعوا السلاح وضعا و أما عن قومهم فرفعوا رفعا!و أمر رسول اللّه بطلب القوم. و كانت بكمة ابنة مرّة أمّ سليم جدّ بني سليم من الهوازن! (و لعلهم لذلك هزموا أوّلا) .
و قال صلّى اللّه عليه و آله لخيله: إن قدرتم على بجاد فلا يفلتنّ منكم!و كان بجاد من بني سعد بن بكر من هوازن (قبيلة حليمة السعدية مرضعة النبي) و كان قد نزل لديه رجل مسلم فأسره بجاد و قطّعه حيّا و حرّقه بالنار! [1] . غ
نزول النصر:
قال القمي في تفسيره: و نزل النصر من السماء، فكانت هوازن تسمع قعقعة السلاح في الجوّ فانهزموا في كل وجه، و هو قول اللّه سبحانه: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللََّهُ فِي مَوََاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ[2] .
و روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن سعيد بن المسيّب عن رجل من هوازن كان معهم يوم حنين قال: لما التقينا يوم حنين كشفناهم و جعلنا نسوقهم حتى انتهينا إلى رسول اللّه على البغلة الشهباء، فتلقانا رجال بيض الوجوه قالوا لنا: ارجعوا، و ركبوا أكتافنا!فرجعنا، يعني الملائكة [3] .
و روى الواقدي عن من أسلم من هوازن قالوا: حملنا عليهم حملة ركبنا