فكلّمته، فو اللّه ما ردّ عليّ شيئا!ثم جئت ابن أبي قحافة، فلم أجد فيه خيرا؟ثم لقيت ابن الخطّاب فوجدته فظّا لا خير فيه!ثم أتيت عليا فوجدته ألين القوم لي، و قد أشار عليّ بشيء فصنعته، و و اللّه ما أدري يغني عنّي شيئا أم لا؟فقالوا له: بما أمرك؟قال: أمرني أن اجير بين الناس ففعلت. فقالوا له: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك، و اللّه ما زاد الرجل على أن لعب بك!فما يغني عنك؟
فقال أبو سفيان: لا و اللّه ما وجدت غير ذلك! [1] . غ
الاهتمام بفتح مكة بلا إعلام:
ثم أجمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على المسير إلى مكة [2] و قال لعائشة: جهّزينا، و أخفي أمرك! [3] و قال: اللهم خذ العيون من قريش حتى نأتيها في بلدها [4] .
فدخل أبو بكر على ابنته عائشة و هي تعمل سويقا تمرا و دقيقا [5] . فقال: أي بنيّة، أ أمركم رسول اللّه أن تجهّزوه؟قالت: نعم، فتجهّز!قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: و اللّه ما أدري [6] هذا عند ابن اسحاق.
[1] الإرشاد 1: 133، 134. و مثله في إعلام الورى بالرواية عن عيسى بن عبد اللّه الأشعري القمي عن الصادق عليه السّلام. و نحوه في مجمع البيان 10: 846 و ابن اسحاق في السيرة 4: 38، 39. و مغازي الواقدي 2: 795.