طريق واحدة اسمها مرحب، قال النبي: نعم، اسلكها. و ذلك أنه كان يكره الطيرة و الاسم القبيح و يحب الفأل و الاسم الحسن [1] . غ
موقف يهود خيبر:
قال: و حيث أحسّ يهود خيبر بمسير رسول اللّه، قال لهم اليهودي ابو زينب الحارث: ابرزوا له و عسكروا خارج حصونكم، فإني قد رأيت من سار إليه من اهل الحصون لم يكن لهم بقاء بعد أن حاصرهم حتى نزلوا على حكمه، فمنهم من قتل صبرا و منهم من سبي!فقالوا: ان حصوننا هذه منيعة في ذرى الجبال، فهي ليست مثل تلك الحصون. و ثبتوا في حصونهم [2] .
و قدم أعرابي من أشجع أيضا المدينة بسلعة يبيعها فيها، فلما وجده يهود المدينة بعثوه الى كنانة بن ابي الحقيق يخبرونه بقلة المسلمين و قلة خيلهم و سلاحهم، و يقولون لهم: اصدقوهم الحرب، ينصرفوا عنكم، فانه لم يلق قوما يحسنون القتال، و قد سرت قريش و العرب بمسيره إليكم، لما يعلمون من جودة حصونكم و كثرة عددكم و سلاحكم و موادّكم... فان ظفر محمد فهو ذلّ الدهر!
و مع الاعرابي ابن عم له يسمع كل هذا، فقال له كنانة: اذهب فاعترض الطريق فانهم لا يستنكرون مكانك فادن منهم و احرزهم لنا، ثم الق إليهم كثرة عددنا و مادّتنا، و عجل الرجعة إلينا بخبرهم [3] .
فلما سلك النبيّ طريق مرحب قدّم عباد بن بشر طليعة له، فعثر على هذا الأعرابي من أشجع، فسأله: من أنت؟قال: أنا رجل من أشجع أتّبع آثار أبعرة لي
[1] اي كره أن يتطير من معه من العرب بالأسماء القبيحة، و هو أيضا يكرهها.