روى الواقدي قال: في صفر سنة ثمان.. بعث رسول اللّه غالب بن عبد اللّه الليثي الكلبي في سريّة (بضعة عشر رجلا) و أمره أن يشن الغارة على بني الملوّح بالكديد.
قال الراوي الجهني: فخرجنا فمررنا بقديد.. ثم سرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس، فكمنّا ناحية الوادي، و بعثني أصحابي ربيئة لهم، فصعدت تلا مشرفا على الوادي يطلعني عليهم.. و رجعت ماشية القوم من ابلهم و أغنامهم فحلبوها، فلما اطمأنّوا و هدؤوا.. (و كان في وجه السحر!) و استقنا النعم و الشاء (و شعارنا: أمت أمت) ، فقتلنا المقاتلة، و سبينا الذريّة، و استقنا النعم و الشاء فخرجنا نحدوها قبل المدينة. و بنو الملوّح كانوا من بني ليث.. فلما شنّنا الغارة عليهم خرج صريخ منهم إلى قومهم، فجاءنا ما لا قبل لنا بهم متوجّهين إلينا، و نحن عند المشلّل (ثنيّة مشرفة على قديد) و ايم اللّه ما رأينا مطرا و لا سحابا، و لكن اللّه جاء من حيث شاء بماء ملأ جانبي الوادي بيننا و بينهم بما لا يستطيع أحد منهم أن يجوزه، فصعدنا المشلّل ففتناهم و هم ينظرون إلينا [1] . غ
سريّة إلى أرض بني عامر:
و روى الواقدي قال: بعث رسول اللّه شجاع بن وهب في أربعة و عشرين رجلا في شهر ربيع الأول سنة ثمان إلى جمع من هوازن (و كانوا من الأحزاب) و أمره أن يغير عليهم في السّير من ناحية ركبة من أراضي بني عامر. فخرج ليلا، يسير الليل و يكمن النهار، حتى طلع عليهم في الصباح، فأمر أصحابه أن يغيروا