تهاونا بك و لا استخفافا بحرمتك، و لك جلالك و فضلك إذ كنت مستند رسول اللّه، و لكن ليتمّ لعباد اللّه مصلحتهم. فهدأ حنينه، و عاد رسول اللّه إلى منبره [1] . غ
إسلام خالد و عمرو بن العاص:
مرّ في أخبار عمرة القضاء صدر الخبر عن بداية إسلام خالد بن الوليد المخزومي، و كذلك صدر الخبر عن بداية إسلام عمرو بن العاص السهمي، و حيث كان قدومهم المدينة في أوّل شهر صفر سنة ثمان، لذلك أجّلت ذيول أخبارهم إلى حينها:
روى الواقدي عن خالد قال: لما أجمعت الخروج إلى رسول اللّه قلت في نفسي: من اصاحب إلى رسول اللّه؟فلقيت صفوان بن أميّة فقلت له: يا أبا وهب، أ ما ترى ما نحن فيه؟إنّما نحن أكلة رأس (قلة) و قد ظهر محمد على العرب و العجم (كذا) فلو قدمنا على محمد فاتّبعناه فانّ شرف محمد لنا شرف (!) . فقال: لو لم يبق من قريش غيري ما اتّبعته أبدا!و كان رجلا موتورا قد قتل أبوه و أخوه ببدر. و افترقنا.
فلقيت عكرمة بن أبي جهل، فقلت له مثل ما قلت لصفوان. فقال لي مثل ما قال صفوان، فقلت له: فاطو ما ذكرت لك. و خرجت إلى منزلي. فأمرت أن تخرج لي راحلتي، فاخرجت إليّ، فخرجت بها..
إلى أن لقيت عثمان بن طلحة (من بني الدار حملة لواء المشركين من قريش
[1] بحار الأنوار 17: 326 عن التفسير و فيه 21: 47 عن المنتقى فلما غيّر بناء المسجد أخذ ذلك الجذع أبيّ بن كعب إلى داره فاكلته الأرضة فعاد رفاتا و ذكر المنبر الواقدي في مغازي الواقدي 2: 979 في أوّل السنة التاسعة.