أظنّ أنّ ذلك التجليل القرآني الخاص للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان السبب في أن: قال له بعض أهله أو أصحابه: يا رسول اللّه، إنّ الناس قد كثروا، و انّهم يحبّون النظر إليك إذا خطبت-و كان في خطبه يستند إلى جذع من أساطين المسجد-فلو أذنت أن نعمل لك منبرا له مراقي ترقاها فيراك الناس إذا خطبت؟فأذن في ذلك [1] .
و روى عن جابر الأنصاري: أنّ القائل امرأة من الأنصار تدعى عائشة كان لها غلام رومي نجّار يدعى باقوم.. فلما أذن و صنع و له ثلاث مراق جيء به إلى المسجد يوم الجمعة من أوائل السنة الثامنة [2] . و مرّ النبيّ بالجذع و تجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حنّ ذلك الجذع!فلما رأى رسول اللّه ذلك نزل عن المنبر و أتى الجذع و احتضنه و مسح عليه بيده و قال له: اسكن، فما تجاوزك رسول اللّه
[1] بحار الأنوار 17: 326 عن التفسير المنسوب إلى العسكري عليه السّلام.