شهرا [1] حتى بلغ الأبواء، يعترض لعير قريش، فلم يلق كيدا (و لم يذكر ودّان) [2] .
و لاقى بني ضمرة من كنانة، فوادعه سيدهم مخشيّ بن عمرو الضمري [3] فكاتبهم على أن لا يعينوا عليه أحدا و لا يكثروا عليه (فكان ثاني عهد بعد عهد اليهود) ثم رجع، فكانت غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة [4] و كان معه في هذه الغزوة علي عليه السّلام [5] فلعله هو الذي كتب كتاب العهد.
فأقام في المدينة بقية صفر و صدرا من شهر ربيع الأول [6] .
زواج علي بالزهراء عليهما السّلام (العقد) :
و اختلفوا في زواج الزهراء بعلي عليهما السّلام، و أقدم مؤرخ تقدم في زواجها بتاريخ أسبق من غيره هو اليعقوبي قال: زوّجها رسول اللّه من علي بعد قدومه بشهرين، و قد كان جماعة من المهاجرين خطبوها الى رسول اللّه، فلما زوّجها عليا قالوا في ذلك، فقال رسول اللّه: ما أنا زوّجته و لكنّ اللّه زوّجه [7] .
و روى الكليني في «روضة الكافي» بسنده عن سعيد بن المسيّب في حديث الهجرة قال سعيد: فقلت لعلي بن الحسين: فمتى زوّج رسول اللّه فاطمة من
[1] و انما يختلف الواقدي عن ابن اسحاق في عد بقية ربيع الأول، فالأول لا يدخلها في الحساب و الثاني يعدّها شهرا.