قالوا: أقام رسول اللّه بالحديبية بضعة عشر يوما [1] ثم انصرف راجعا نحو المدينة، فعاد الى التنعيم [2] فجاء اصحابه الذين أنكروا عليه الصلح و اعتذروا إليه و اظهروا الندامة على ما كان منهم، و سألوا رسول اللّه أن يستغفر لهم... فنزل إِنََّا فَتَحْنََا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً[3] .
و روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن مجمع بن جارية [4] الأنصاري-و كان من القرّاء-قال: شهدنا الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهذون الأباعر [5] فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس؟قالوا: اوحي الى رسول اللّه. فخرجنا إليه فوجدناه على راحلته واقفا عند كراع الغميم [6] فلما اجتمع إليه الناس قرأ:
[1] مغازي الواقدي 2: 616 و الخرائج و الجرائح 1: 123، 124 برقم 204.
[2] كان أول منزل للخارج من مكة و هو اليوم مدخل مكة من جهة المدينة و جدّة. و تفسير القمي هنا: و نزل تحت الشجرة. و كأنه يشير الى أن بيعة الرضوان كانت بعد عقد الصلح!و هو غريب، و لذلك أهملناه.
[3] تفسير القمي 2: 314. و نزول السورة في التبيان 9: 313 و مجمع البيان 9: 166، و إعلام الورى 1: 205. و قصص الأنبياء: 374. و المناقب 1: 204.
[4] في المجمع: حارثة، عن الواقدي. في المغازي 2: 117: جارية، و رجحناه ضبطا.