يدركوه فرجعوا [1] . و هذه هي السرية الثالثة و الأخيرة في ثلاثة أشهر: رمضان و شوال و ذي القعدة و قعدوا عن الخروج للحرب في الأشهر الحرم: ذي الحجة و محرم، و يعود الرسول صلّى اللّه عليه و آله الى القتال في شهر صفر من السنة الثانية.
و لكن رواية الواقدي هذه تقول: إن السرية هذه كانت في ذي القعدة الحرام، و الآية: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلشَّهْرِ اَلْحَرََامِ قِتََالٍ فِيهِ قُلْ قِتََالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرََامِ[2] و ان كانت قد نزلت بعد هذا، و لكن ليس لسانها لسان ابتداء التشريع و التحريم، و الواقدي نفسه يقول في الآية:
فحدثهم اللّه أن القتال في الشهر الحرام كما كان... و حرّم الشهر الحرام كما كان يحرّمه [3] .
و عليه فالأولى رواية ابن اسحاق اذ تجعل الخرّار في جمادى الاولى من السنة الثانية [4] . غ
موقف اليهود و أحبارهم:
قال ابن اسحاق: إن اليهود في المدينة لمّا رأوا أن اللّه اختار رسوله من العرب دونهم حسدوه فكذّبوه و جحدوه و عادوه.
و كان أحبارهم: من بني النضير: حييّ بن أخطب، و أخواه: جدي ابن أخطب، و ابو ياسر بن أخطب. و سلام بن أبي الحقيق و أبنا أخيه الربيع بن أبي