استقام على المحجّة من طريق مكّة فأسرع السير حتّى نزل منازل بني لحيان في غران واد بين أمج و عسفان إلى بلد يقال له ساية، فوجدهم قد نذروا به فحذروا و تمنّعوا منه برءوس الجبال [1] . فأقام يوما أو يومين و بعث السرايا في كلّ ناحية فلم يقدروا على أحد منهم [2] فقال-صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم-: لو أنّا هبطنا عسفان لرأى أهل مكّة أنّا قد جئنا مكّة. فخرج في أصحابه حتّى نزل عسفان [3] . ثمّ بعث فارسين من أصحابه حتّى بلغا كراع الغميم [4] ثمّ كرّا، و رجع رسول اللّه إلى المدينة و هو يقول:
آئبون تائبون، لربّنا حامدون. أعوذ باللّه من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد [5] .
و غاب رسول اللّه عن المدينة أربع عشرة ليلة [6] . غ