فقال-عليه و آله السّلام-: لم يأتني وحي، و لكنّي رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، و جاءوكم من كلّ جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما.
فقال سعد بن معاذ: قد كنّا نحن و هؤلاء القوم على الشرك باللّه و عبادة الأوثان لا نعرف اللّه و لا نعبده، و نحن لا نطعمهم من ثمرنا إلاّ قرى أو بيعا، و الآن حين أكرمنا اللّه بالإسلام و هدانا به و أعزّنا بك، نعطيهم أموالنا؟!ما بنا إلى هذا من حاجة، و اللّه لا نعطيهم إلاّ السيف حتّى يحكم اللّه بيننا و بينهم!
فقال رسول اللّه: الآن قد عرفت ما عندكم، فكونوا على ما أنتم عليه، فإنّ اللّه تعالى لن يخذل نبيّه و لن يسلمه حتّى ينجّز له ما وعده.
ثمّ قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المسلمين يدعوهم إلى جهاد العدو، و يشجّعهم و يعدهم النصر من اللّه تعالى [1] . غ
مبارزة عمرو لعليّ عليه السّلام:
قال القاضي النعمان المصري: و جعل المشركون ينظرون إلى الخندق فيتهيّبون القدوم عليه و لم يكونوا قبل ذلك رأوا مثله، فجعلوا يدورون حوله بعساكرهم و خيلهم و رجلهم، و يدعون المسلمين: ألا هلمّ للقتال و المبارزة.
[1] الإرشاد 1: 95، 96، و هي ألفاظ ابن إسحاق في السيرة 3: 234، عن الزهري، من دون جواب رسول اللّه الأخير. و في المغازي للواقدي 2: 477 عن الزهري عن سعيد بن المسيّب بتفصيل أكثر، و في أوّله: حصر رسول اللّه و أصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كلّ امرئ منهم الكرب... فبيناهم على ذلك الحال إذ أرسل رسول اللّه إلى عيينة بن حصن، و إلى الحارث بن عوف...