قال القاضي النعمان المصري: و لمّا صار المسلمون إلى حيث وصفهم اللّه-عزّ و جلّ-في كتابه بقوله: إِذْ جََاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زََاغَتِ اَلْأَبْصََارُ وَ بَلَغَتِ اَلْقُلُوبُ اَلْحَنََاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللََّهِ اَلظُّنُونَا*`هُنََالِكَ اُبْتُلِيَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزََالاً شَدِيداً*`وَ إِذْ يَقُولُ اَلْمُنََافِقُونَ وَ اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مََا وَعَدَنَا اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ إِلاََّ غُرُوراً[2] و لما رآه النبيّ من جزع المسلمين و فساد المنافقين و ما تخوّفه من أن يكون المكروه... أرسل إلى عيينة بن حصن فبذل له ثلث ثمرة المدينة في ذلك العام على أن يرجع عنه بغطفان... و لم ينعقد بين رسول اللّه و بين عيينة بن حصن في ذلك عقد [3] .
و قال المفيد في «الإرشاد» : بعث إلى عيينة بن حصن، و الحارث بن عوف المرّي، و هما قائدا غطفان، يدعوهم إلى صلحه و الكفّ عنه و الرجوع بقومهما عن حربه، على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة.
و استشار سعد بن معاذ و سعد بن عبادة فيما بعث به إلى عيينة و الحارث.
فقالا: يا رسول اللّه: إن كان هذا الأمر لا بدّ لنا من العمل به لأنّ اللّه أمرك فيه بما صنعت و الوحي جاءك، فافعل ما بدا لك، و إن كنت تختار أن تصنعه لنا كان