و قبلها آيات حدّ المحاربة و الفساد في الأرض، و لكنّ خبره يتضمّن اعتداء المفسدين على إبل الصدقة، و قد تصادق المؤرخون على أن أخذ الصدقات كان بعد ذلك بكثير، فلعلها من الآيات النازلة في السورة في أواخر عصر الرسول صلّى اللّه عليه و آله. غ
و سرق ابن ابيرق:
و قبل هذه الآيات و قبل ما نزل من سورة النساء في غزوة بدر الأخيرة، آيات تتعلّق بسرقة اخرى هي سرقة ابن ابيرق، و قد نقل المجلسي في «بحار الانوار» عن «المنتقى» قال في سياق حوادث السنة الرابعة: و فيها سرق ابن ابيرق [1] .
و قال القمي في تفسيره لقوله-سبحانه-: إِنََّا أَنْزَلْنََا إِلَيْكَ اَلْكِتََابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ اَلنََّاسِ بِمََا أَرََاكَ اَللََّهُ وَ لاََ تَكُنْ لِلْخََائِنِينَ خَصِيماً[2] : كان سبب نزولها: أنّ قوما من الأنصار من بني ابيرق إخوة ثلاثة كانوا منافقين: بشر و بشير و مبشّر، فنقّبوا على عمّ قتادة بن النعمان، و كان قتادة بدريّا، فسرقوا منه سيفا و درعا و طعاما كان قد أعدّه لعياله، فشكى قتادة ذلك إلى رسول اللّه قال: يا رسول اللّه، إنّ قوما نقبوا على عمّي و أخذوا سيفا و درعا و طعاما كان قد أعدّه لعياله.
و كان مع بني ابيرق في الدار رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل، فقال بنو ابيرق لقتادة: هذا عمل لبيد بن سهل!فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه و خرج عليهم فقال: يا بني ابيرق، أ ترمونني بالسرقة؟!و أنتم أولى بها منّي!انكم منافقون
[1] بحار الانوار 20: 184 عن المنتقى: 126-128 و قال المجلسي: سيأتي شرح القصّة في باب أحوال أصحابه. و لم أجده فيه.