تزوّجها عثمان قبل الهجرة بها إلى الحبشة، ثمّ عاد بها في أوّل من عاد، فولدت له غلاما سماه عبد اللّه، قبل الهجرة بسنتين، و كنّي به أبا عبد اللّه، ثمّ هاجر بهما إلى المدينة و عمر الولد سنتان، و توفّيت امّه رقية بالحصبة في ذي القعدة من السنة الثالثة، و عمر الولد خمس سنين، فخطب عثمان حفصة ابنة عمر فردّه عمر، فخطبها رسول اللّه و تزوّجها و هي أرملة شهيد، و زوّج عثمان ابنته الاخرى أمّ كلثوم كي تكون لابنه عبد اللّه كامّه رقية اختها، و بعد احد و لجوء عمّ عثمان المغيرة أو ابنه معاوية بن المغيرة إليه، و قتله بأمر رسول اللّه، و ظنّ عثمان بام كلثوم أنّها أخبرت به أباها، ضربها، فماتت و دفنها رسول اللّه، في شوّال.
و بقي الولد عبد اللّه بلا أم و لا خالة هي له بمنزلة أمه رقية، فقالوا عنه:
بلغ عبد اللّه ستّ سنين، فنقره ديك على عينيه فمرض و مات في جمادى الاولى سنة أربع من الهجرة، فصلّى عليه رسول اللّه، و نزل في حفرته عثمان بن عفّان [1] . غ
وفاة فاطمة بنت أسد:
و من الحوادث فيه: أن توفيت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم علي عليه السّلام، و أسلمت، و كانت صالحة، و كان رسول اللّه يزورها و يقيل في بيتها [2] .
قال اليعقوبي: و كانت مسلمة فاضلة، و يروى أنّها لمّا توفّيت قال رسول اللّه: اليوم ماتت امّي!و كفّنها بقميصه و نزل في قبرها و اضطجع في لحدها!
[1] الطبقات 3: 52، طبعة بيروت. و ذكره في التنبيه و الاشراف: 255 و لم يؤرخ وفاته.
و نقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 185 عن المنتقى للكازروني: 128. و في إعلام الورى 1: 286 أنّ عثمان تزوّج رقية بالمدينة فولدت له عبد اللّه و نقره ديك على عينيه فمرض و مات. و كذلك في مناقب آل أبي طالب 1: 162.