سعيد الخدري قال: إن أول ما قدم رسول اللّه المدينة، كان اذا احتضر منّا الميت آذنّا رسول اللّه فحضره و استغفر له، حتى اذا قبض انصرف النبيّ-صلى اللّه عليه [و آله]-فربما طال حبس رسول اللّه على ذلك، و خشينا مشقة ذلك عليه، فقال بعض القوم لبعض: لو كنا لا نؤذن النبيّ بأحد حتى يقبض فاذا قبض آذنّاه فلم يكن عليه في ذلك حبس و لا مشقة. فكنا نؤذنه بالميّت بعد أن يموت فيأتيه و يصلي عليه.. فكنّا على ذلك حينا. ثم قلنا: لو لم نشخص رسول اللّه بل حملنا جنائزنا إليه حتّى يصلي عليها عند بيته كان ذلك أرفق به، ففعلنا ذلك [1] . غ
يثرب أم طيبة؟
روى النميري البصري (ت 262) بسنده عن عبد اللّه بن جعفر قال: سمّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة طيبة.
أمّا متى كان ذلك؟
فقد روى بسنده عن أبي قتادة الأنصاري و سهل بن سعد الساعدي قال:
لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: هذه طيبة، أسكننيها ربّي [2] .
إذن فتغيير اسم المدينة من يثرب الى طيبة لم يكن في أوائل الهجرة.
[1] و روى عن الزهري قال: كان اذا هلك الميّت شهده رسول اللّه فصلى عليه، و لما بدن رسول اللّه و ثقل نقل إليه المؤمنون موتاهم فيصلي عليهم في موضع الجنائز عند بيته.
و روى: أنه كان في موضع الجنائز (عند بيته و المسجد) نخلتان، كانوا يضعون الموتى عندهما فيصلي عليهم. فلما أراد عمر بن عبد العزيز أن يبني المسجد فيوسّعه ابتاع النخلتين من بني النجّار و قطعهما. تاريخ المدينة 1: 3-5.