و قد مرّ عن «التنبيه و الإشراف» أن هانئا هو ابن قبيصة الشيباني، و قد روى الطبري عن معمر بن المثنى عن فراس بن خندق أنه: هانئ بن مسعود، ثم قال ابو عبيدة المثنّى: قال بعضهم: إن هانئ بن مسعود لم يدرك هذا الأمر، و انما هو هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود، ثم قال: و هو الثبت عندي [1] و المسعودي في «التنبيه و الإشراف» أشرف به على سائر كتبه السابقة و نبّه به عليها، فلعل هذا أيضا من موارد التنبيه [2] . غ
مرّ أن ابن اسحاق ذكرها بعد رجوع الرسول من بدر باسبوع، و الطبري نقل تحديد الخروج إليها في غرة شوال بعد الزوال، و لكن الواقدي قال: للنصف من المحرم على رأس ثلاثة و عشرين شهرا، و غاب فيها خمس عشرة ليلة.
ثم روى عن يعقوب بن عتبة قال: بلغ رسول اللّه أن بقرارة الكدر جمعا من بني سليم و غطفان (على العدوان) فاستخلف على المدينة عبد اللّه بن أمّ مكتوم يصلي بهم، ثم سار إليهم بمائتي رجل حتى أخذ عليهم الطريق، فرأى آثار النعم و مواردها و لم يجد في المجال أحدا، فأرسل نفرا من أصحابه الى أعلى الوادي...
فوجدوا-كما عن أبي أروى الدّوسي-خمسمائة بعير يرعاها غلام يسمّى يسار،
[2] و ننبّه هنا الى أننا قد أوردنا خبر ذي قار في أوائل الكتاب، و لكني رجّحت ذكره هنا لما ترجّح عندي من العلاقة بين قولهم: نادوا بشعار التهامي فنادوا: يا محمد يا محمد، و بين قوله: و بي نصروا، و هذا أنسب أن يكون بعد بدر لا قبله.
[3] قرقرة الكدر: بناحية معدن بني سليم قريب من الأخضية وراء سدّ معونة ثمانية برد عن المدينة 176 كيلومترا.