ثم خرج ليلا حتى أتى الى حييّ بن أخطب من رءوس بني النضير، فطرق عليه بابه، فخافه و أبى أن يفتح عليه، فانصرف عنه الى سلاّم بن مشكم صاحب كنزهم [1] فأذن له و سقاه و قراه و أعلمه بأسرار الأخبار ثم رجع الى أصحابه.
ثم بعث رجالا من قريش الى ناحية العريض من المدينة، فوجدوا بها رجلا من الأنصار و حليفا له في حرث لهما، فقتلوهما و حرّقوا حرثهما أو صغار النخل، ثم رجعوا.
فاستعمل رسول اللّه على المدينة أبا لبابة بشير بن عبد المنذر (كما كان من قبل) ثم خرج في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر (بناحية المعدن تبعد عن المدينة ثمانية برد) وفاته أبو سفيان و أصحابه، فرجع. فقال أصحابه: أ نطمع أن تكون لنا غزوة؟
قال: نعم. فسمّوها: غزوة السّويق، لأنهم رأوا سويقا كثيرا قد طرحه المشركون يتخفّفون منه ليسرعوا هربا. و كان ذلك في ذي الحجة [2] . يوم الأحد لخمس ليال خلون من ذي الحجة على رأس اثنين و عشرين شهرا، فغاب خمسة أيام [3] و معنى هذا أنه صلّى اللّه عليه و آله رجع الى المدينة ليلة عيد الأضحى. غ
عيد الأضحى:
و في عيد الأضحى روى النميري البصري بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: كان أول أضحى رآه المسلمون صبيحة عشر من ذي الحجة