غالب، اللطيمة اللطيمة، العير العير، أدركوا أدركوا، و ما أراكم تدركون، فانّ محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم!.
فخرج ضمضم يبادر الى مكة، و وافاها ينادي في الوادي: يا آل غالب، يا آل غالب، اللطيمة اللطيمة، العير العير، أدركوا أدركوا، و ما أراكم تدركون، فانّ محمدا و الصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم!.
فتصايح الناس بمكة و تهيئوا للخروج.
و قام سهيل بن عمرو، و صفوان بن أميّة، و أبو البختري بن هشام، و نبيه و منبّه ابنا الحجاج، و نوفل بن خويلد، فقالوا: يا معشر قريش، و اللّه ما أصابكم، مصيبة أعظم من هذه: أن يطمع محمد و الصّباة من أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم!فو اللّه ما قرشي و لا قرشية الاّ و لها في هذه العير شيء فصاعدا، و انه الذلّ و الصغار أن يطمع محمد في أموالكم و يفرق بينكم و بين متجركم، فاخرجوا.
و أخرج صفوان بن أميّة خمسمائة دينار و جهّز بها.
و أخرج سهيل بن عمرو خمسمائة، و ما بقي أحد من عظماء قريش إلا أخرجوا مالا و حملوا و قوّوا، و خرجوا على الصعب و الذلول، ما يملكون أنفسهم.. و أخرجوا معهم القينات يضربن بالدفوف و هم يشربون الخمور [1] .
[1] روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن الصادق عليه السّلام: قال: لما خرجت قريش إلى بدر و أخرجوا معهم بني عبد المطّلب (و فيهم) طالب بن أبي طالب، نزل يرتجز و يقول:
يا ربّ إمّا خرجوا بطالب # في مقنب من هذه المقانب
في مقنب المغالب المحارب # فاجعلهم المغلوب غير الغالب