فما هو الإصر و ما هي الأغلال الّتي كانت عليهم؟لا شكّ أنّها لم تكن أغلالا من حديد، بل الغرض منها هي تلك الأوهام و الخرافات الّتي كانت تمنع عقولهم و افكارهم عن الرشد و النموّ، و لا شكّ أنّها لا تقلّ عن أغلال الحديد ثقلا و ضررا، اذ هذه الأغلال قد لا تنفك عن صاحبها حتّى الموت و هي تمنعه عن كلّ حركة حتّى لحلّها، في حين لو كان الإنسان ذا عقل حرّ سليم كان بإمكانه ان يكسر كلّ طوق أو قيد.
إنّ من مفاخر رسول الإسلام صلّى اللّه عليه و آله أنّه كافح الخرافات و الأوهام، و غسل العقل البشريّ منها.
إنّ ساسة العالم الّذين لا يهمّهم شيء سوى الرئاسة على الناس، يحاولون الإفادة من كلّ شيء في سبيل أغراضهم و مقاصدهم، فإذا كانت العقائد الخرافية و القصص القديمة ممّا يمكن ان تؤيد حكومتهم و رئاستهم، فلا مانع لهم من أن يروّجوا لها و يفتحوا السبيل أمامها، و حتّى لو كانوا اناسا مفكّرين ذوي رأي و منطق فإنّهم سوف يدافعون عن هذه الخرافات باسم احترام آراء الناس و أفكارهم و اعتقاداتهم.
امّا رسول اللّه فانّه لم يمنع عن تلك العقائد الخرافية الّتي تضرّ بالمجتمع فحسب، بل كان يكافح حتّى الأفكار الّتي كانت قد تؤيّده و تدعم هدفه، و كان يسعى الى ان يكون الناس أبناء الدليل و المنطق لا القصص و الخرافات.
فقد روى البرقي في كتابه «المحاسن» بسنده عن أبي الحسن موسى بن