responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 9

ورزق العزّ والجاه في الدين والدنيا ، وكان جمالا للبلد ، زينا للمحافل والمجالس ، مقبولا عند الموافق والمخالف ، مجمعا على أنه عديم النّظير ، وسيف السّنّة ودامغ أهل البدعة.

وكان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ، ففتك به لأجل التّعصب والمذهب ، وقتل ، وهذا الإمام صبي بعد حول سبع سنين ، وأقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه ، وحضر أئمة الوقت مجالسه ، وأخذ الإمام أبو الطّيّب الصعلوكي [١] في تربيته وتهيئة أسبابه ، وكان يحضر مجالسه ويثني عليه ، وكذلك سائر الأئمة كالأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني ، والأستاذ الإمام أبي بكر بن فورك وسائر الأئمة ، ويتعجبون من كمال ذكائه وعقله ، وحسن إيراده الكلام ، وحفظه للأحاديث ، حتى كبر وبلغ مبلغ الرجال ، ولم يزل يرتفع شأنه حتى صار إلى ما صار إليه [٢] ، وهو في جميع أوقاته مشتغل بكثرة العبادات ووظائف الطاعات ، بالغ في العفاف والسّداد وصيانة النّفس ، معروف بحسن الصّلاة وطول القنوت ، واستشعار الهيبة حتى كان يضرب به المثل ، وكان محترما للحديث.

قرأت من خط الفقيه أبي سعد السّكري أنه حكى عن بعض من يوثق بقوله من الصالحين أنه قال [٣] : ما رويت خبرا ولا أثرا في المجلس إلّا عندي إسناده ، وما دخلت بيت الكتب قط إلّا على طهارة ، وما رويت الحديث ، ولا عقدت المجلس ولا قعدت للتدريس قط إلّا على الطهارة.

قال السّكري : ورأيت كتاب الأستاذ الإمام أبي إسحاق الإسفرايني إليه ، كتبه بخطه وخاطبه بالأستاذ الجليل سيف السّنّة ، وفي كتاب آخر : غيظ أهل الزيغ.

وحكى الأستاذ أبو القاسم الصّيرفي المتكلم أن الإمام أبا بكر بن فورك رجع عن مجلسه يوما فقال : تعجبت اليوم من كلام هذا الشاب ، تكلم بكلام عذب بالعربية والفارسية.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ بقراءتي ـ حدّثني الحسن بن سعيد العطّار ، قال :


[١] سهل بن محمد الصعلوكي ، عن منتخب السياق.

[٢] زيد في المنتخب : من الحشمة التامة والجاه العريض.

[٣] القائل هو أبو عثمان بن الصابوني ، صاحب الترجمة.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست