نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 9 صفحه : 188
الحكم بن ثوبان ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : جاء بنو تميم إلى رسول الله 6 بشاعرهم وخطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإنّ مدحنا زين ، وإنّ ذمّنا شين قال : فسمعهما رسول الله 6 فخرج إليهم وهو يقول : «إنما ذاكم الله الذي مدحه زين ، وشتمه شين فما ذا تريدون؟» فقالوا : ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك ، فقال النبي 6 : «ما بالشعر بعثت ، ولا بالفخار أمرت ، ولكن هاتوا» فقال الزّبرقان بن بدر لشابّ من شبابهم : يا فلان [١] قم فاذكر فضلك وفضل قومك ، فقال : إن الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه ، وأتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء ، فنحن خير أهل الأرض : أكثرهم مالا ، وأكثرهم عدة ، وأكثر هم سلاحا ، فمن أبى علينا قولنا فليأتنا بقول هو أفضل من قولنا ، وفضل أفضل من فضلنا. فقال رسول الله 6 لثابت بن قيس : «قم يا ثابت بن قيس فأجبهم» فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأؤمن به ، وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوها ، وأعظم الناس أحلاما ، فأجابوه. الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ، ووزراء رسوله ، وعزا لدينه ؛ فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله فمن قاله منع منّا ماله ونفسه ، ومن أبى قاتلناه ، وكان رغمه علينا في الله هينا ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات. فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم : قم يا فلان فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال [٢] :