responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 189

إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد

إنّا كذلك عند الفخر نرتفع

فقال رسول الله 6 : «عليّ بحسان بن ثابت» فأتاه الرسول ، فقال له : وما يريد مني رسول الله 6 وإنما كنت عنده آنفا؟ قال : جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم ، فتكلّم خطيبهم فأمر رسول الله 6 ثابت بن قيس بن شماس فأجابه ، وتكلم شاعرهم فبعث إليك رسول الله 6 لتجيبه فقال حسان : قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود [١] ، فجاء حسان ، فقال رسول الله 6 : «يا حسان أجبه» فقال : يا رسول الله مره فليسمعني ما قال ؛ قال : «أسمعه ما قلت» ، فأسمعه ، فقال حسان بن ثابت [٢] :

نصرنا رسول الله والدين عنوة

على رغم عاب من معدّ وحاضر [٣]

بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه

وطعن كأفواه اللّقاح الصوادر

وسل أحدا [٤] يوم استقلت شعابه

فضرب لنا مثل الليوث الحواذر

ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى

إذا طاب ورد الموت بين العساكر

ونضرب هام الدراعين وننتمي

إلى حسب في جذم غسّان قاهر

فلو لا حياء الله قلنا تكرّما

على الناس بالخيفين هل من منافر؟

فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا

وأمواتنا من خير أهل المقابر

فقام الأقرع بن حابس فقال : يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء به هؤلاء ، وقد قلت شيئا فاسمعه ، فقال رسول الله 6 : «هات» فقال :

أتيناك كي ما يعرف الناس فضلنا

إذا خالفونا عند ذكر المكارم

وإنّا رءوس الناس من كل معشر

وأن ليس في أرض الحجاز كدارم

وآن لنا المرباع في كل غارة

تكون بنجد أو بأرض التهائم


[١] العود : الجمل المسن ، يعني به الرجل المدرب.

[٢] الأبيات في أسد الغابة ١ / ١٢٩ منسوبة لحسان بن ثابت ، وليست في ديوانه ، والذي فيه قصيدة ميمية مطلعها ص ٢٢٩ :

هل المجد إلا السود العود والندى

وجاء الملوك واحتمال العظائم

وباختلاف بعض الألفاظ بالأصل.

[٣] في الديوان : «من معدّ وراغم» القصيدة ميمية. وانظر ابن هشام ٤ / ٢٠٩ والطبري ٣ / ١١٧.

[٤] بالأصل : «أحد».

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست