قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الله الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر [٢] ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنا أبو جعفر الطبري قال [٣] : حدثت عن أبي عبيدة : حدّثني زهير بن هنيد ، عن عمرو بن عيسى ، قال : كان منزل مالك بن مسمع الجحدري في الباطنة عند باب عبد الله الأصبهاني في خطة بني جحدر عند مسجد الجامع ، فكان مالك يحضر المسجد ، فبينا هو قاعد فيه ـ وذلك بعد يسير من أمر [٤] ببّة ـ وفي الحلقة رجل من ولد عبد الله بن عامر بن كريز القرشي إذ [٥] أتته وقعة عبد الله بن خازم [٦] بربيعة وكثرتهم بهراة ، فتنازعوا فأغلظ القرشي لمالك ، فلطم رجل من بني بكر بن وائل القرشي فتهايج من ثمّ من مضر وربيعة الذين في الحلقة ، فنادى رجل : يا آل تميم فسمعت الدعوى عصبة من بني ضبّة بن أدّ ـ كانوا عند القاضي ـ فأخذوا رماح حرس المسجد وترستهم ثم شدّوا على الربعيين فهزموهم [٧] فبلغ ذلك شقيق بن ثور السّدوسي ـ وهو يومئذ رئيس بكر بن وائل ـ فأقبل إلى المسجد فقال : لا تجدون مضريا إلّا قتلتموه ، فبلغ ذلك مالك بن مسمع فأقبل متفضلا ، فسكّن الناس وكفّ بعضهم عن بعض. فمكث الناس شهرا أو أقلّ ، وكان رجل من بني يشكر يجالس رجلا من بني ضبّة في المسجد فتذاكروا لطمة البكري القرشي ، ففخر بها اليشكري وقال : ذهبت طلقا [٨] ، فأحفظ الضبّي فوجأ عنقه ، فوقذه والناس في الجمعة ، فحمل اليشكري ميتا إلى أهله فثارت بكر إلى رأسهم أشيم بن [٩] شقيق فقالوا : سر بنا ، قال : بل أبعث إليهم
[١] بالأصل «الدهر لي» والصواب عن م ، وهذه النسبة إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ، ومن ولده سدوس بن شيبان بن ذهل جمهرة أنساب العرب ص ٣٧٥.
[٢] بالأصل «زبير» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٤٠ وفي م : زيد.
(٥ و ٦) بالأصل «حازم» والمثبت عن الطبري ، والعبارة بين الرقمين في الطبري : يريد ببة ، ومعه رسالة من عبد الله بن خازم ، وبيعته بهراة ، فتنازعوا ... وهذا أوضح.