responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 164

البعيث فأنشدوه ، ثم دخل عليه البعيث بعدهم فقال : فقال : يا أمير المؤمنين وفدنا عليك جميعا فأدخلت هؤلاء وتركتني أهم أشعر مني؟ قال الوليد : أوما تعلم أنهم أشعر منك؟ قال : لا والله ، قال : فأنشد فإنهم قد أنشدوا ، قال : حتى أعيب قولهم ، قال الوليد : فهات ، فقال : أما الفرزدق فهذا الذي يقول :

بأبي رشا يا جرير وبارع

تذكيت في حومات تلك القماقم

فقد أقر بالهوان والدخول عليه قهرا.

وأما جرير فهو الذي يقول [١] :

لقومي أحمي للحقيقة منكم

وأضرب للجماء [٢] والنقع ساطع

وأوثق عند المردفات عشية

لحاقا إذا ما جرّد السيف لامع

فأقر بما استردف من نسائه وبالذل وليس مصدوقا في دعواه.

وأما الأخطل فهو الذي يقول [٣] :

لقد أوقع [٤] الجحّاف بالبشر وقعة

إلى الله منها المشتكى والمعوّل

فقد جعل قومه لا شيء.

وأما ابن رميلة فهو الذي يقول [٥] :

لما رأيت القوم ضمت رحالهم

زبابا وقى شرّي وما كان وانيا

فما داوى سره عند استراحته فمتى يتوب. قال الوليد : فأنشدنا ، فقد لعمري عبت قولهم ، فأنشده :

إذا أنت تأخذ من الدهر عصمة

تشد بها في راحتيك الأصابع

وجدت الهوى للنفس ليس بمكرم

ولا صائن فاستبعدتك المطامع

قال : ففضله الوليد عليهم ، وأعطاه ألفين وأعطاهم ألفا ألفا.


[١] البيتان في الأغاني ٨ / ١٨ في أخبار جرير.

[٢] الأغاني : للجبار.

[٣] ديوانه ص ٢٣٠.

[٤] بالأصل «وقع» والمثبت عن الديوان.

والجحاف هو ابن حكيم السلمي ، وقد جرت وقعة البشر بين قومه وبين بني تغلب ، وقد قتل من بني تغلب مقتلة عظيمة.

[٥] البيت في شعره في شعراء أمويون ص ٢٤٥ وفيه : صمت حبالهم.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 9  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست