أسلمت بعد الفتح وبايعت سيدنا رسول الله 6 ، وشهدت اليرموك ، وسكنت دمشق ، وأمهم جميعا هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
دخلت جويرية بنت أبي سفيان على أخيها معاوية [٢] تشكو إليه الأرق. فقال : ولم ذاك يا أخته؟ قالت : أم والله إنه لمن غير ألم ، وما هو إلّا تفكر فيك وفي علي بن أبي طالب ، وتفضيل الناس عليا عليك ، وأنت ابن صخر بن حرب بن أمية ، وكان أمية من قريش لنابها [٣] الذي تقضى عنده آرابها ، وأنت ابن صخر بن حرب بن أمية ، القائل الفاعل. ابن ماء المزن الحلاحل [٤] ، وأنت بعد ذلك كاتب رسول الله 6 ، وذو صهره من أمته ونجيبه من عترته.
فقال لها معاوية : فعلى عليّ تعوّلين [٥] بالشرف! وهو ابن عبد المطلب ، المطعم في الكرب ، الفرّاج للكرب ، مع ما كان له من الفواضل والسوابق مع رسول الله 6. أما إني سأريك التي حاولت وحاولت ، حتى تعلمي فضل رأيي وحلمي ، فادخلي القبة ، وأرخي عليك السّجف [٦].
ثم قال لآذنه : انظر من بالباب. فإذا هو بأربعة من بني تميم ، الأحنف بن قيس [٧] ، وزيد بن جلبة [٨] ، وجارية بن قدامة [٩] ، وسماك بن مخرمة ، فقال : ائذن للأحنف بن قيس
[١] ترجمتها في الإصابة ٤ / ٢٦٦ وطبقات ابن سعد ٨ / ٢٣٩ ونسب قريش للمصعب ص ١٢٥.
[٢] الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية ، ص ١٩ وما بعدها ولم يذكر اسم جويرية ، قال : أخت معاوية.
[٣] الناب : سيد القوم وكبيرهم ، جمع أنياب (تاج العروس : نيب).
[٦] السجف : جمع السّجاف ، وهو الستر. والسّجف : الستران المقرونان بينهما فرجة. أو كل باب ستر بسترين مقرونين (تاج العروس : سجف).
[٧] هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين ، أبو بحر البصري ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٤٧٨ واسمه الضحاك ، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر ٢٤ / ٢٩٨ رقم ٢٩٢١.
[٨] تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر ١٩ / ٣٤١ رقم ٢٣٢٢.
[٩] هو أبو أيوب جارية بن قدامة بن زهير ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٣١٤.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 69 صفحه : 85