responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 234

الخرائطي ، نا أبو يوسف الزهري ، نا الزبير بن بكار قال :

كان عبد الرّحمن بن أبي عمار من بني جشم [١] بن معاوية ينزل مكة ، وكان من عبّاد أهلها ، يسمى القسّ من عبادته ، فمرّ ذات يوم بسلّامة وهي تغني ، فوقف يسمع غناءها ، فرآه مولاها ، فدعا إلى أن يدخله عليها ، فأبى عليه ، فقال له : فاقعد في مكان تسمع غناءها ولا تراها [٢] ، ففعل ، فغنت فأعجبته فقال له مولاها : هل لك أن أحوّلها إليك ، فامتنع بعض الامتناع ثم أجابه إلى ذلك ، فنظر [٣] إليها فأعجبته ، فشغف بها ، وشغفت به وكان ظريفا فقال فيها :

أم سلّام لو وجدت من الوج

د عشير الذي بكم أنا لاقي

أم سلام أنت همي وشغلي

والعزيز المهيمن الخلاق

أم سلام ما ذكرتك إلّا

شرقت بالدموع مني المآقي

قال : وعلم بذلك منه أهل مكة فسموها سلّامة القسّ ، فقالت له يوما : أنا والله أحبك ، فقال : وأنا والله أحبك ، فقالت : أنا والله أحبّ أن أضع فمي على فمك ، قال : وأنا والله أحب ذلك ، قالت : فما يمنعك ، فو الله إنّ الموضع لخال؟ فقال لها : ويحك إنّي سمعت الله جل وعزّ يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) أنا والله أكره أن تكون [٤] خلة ما بيني وبينك في الدنيا عداوة يوم القيامة ، ثم نهض وعيناه تذرفان من حبّها ، وعاد إلى الطريقة التي كانت عليها من النسك والعبادة ، فكان يقف بين الأيام ببابها فيرسل بالسّلام إليها ، فيقال له : ادخل ، فيأبى ، ومما قال فيها :

إن سلامة التي

افقدتني تجلدي

لو تراها والعود في

حجرها حين تبتدي

للريجي والغريض

وللقرم معبد

خلتهم تحت عودها

حين تدعوه بالسيد

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن


[١] بالأصل و «ز» : حسن ، تحريف ، والمثبت عن الأغاني ٨ / ٣٣٥.

[٢] بالأصل و «ز» : «فأقعدني في مكان نسمع غناءها ولا نراها» والمثبت عن المطبوعة.

[٣] بالأصل : فبطن ، تحريف ، والمثبت عن «ز».

[٤] بالأصل : يكون ، والمثبت عن «ز».

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست