responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 117

قال أحمد : فحدّثت به أبا سليمان فقال لي : ما هذا كلام راهبة ولا كلامها ، هذا كلام الأنبياء.

قال أحمد بن أبي الحواري :

لقيت راهبا بالأردنّ فقلت : ما اسمك؟ قال : يوسف ، قلت : إلى أين؟ قال : إلى ذاك الدّير ، قلت : ما تقول في الزّهد؟ قال : وما الزّهد؟! إذا وقع في يميني شيء أخرجته بشمالي في الوقت ، قلت : ما تحبس لنفسك شيئا؟ قال : لا ، إذا جاع أو عطش سبّح فشبع وروي ، ومضى وتركني ؛ فالتفتّ فإذا أنا بامرأة تقول : يا فتى ، ما كان فيما جاء به محمّد 6 كفاية حتى تسأل الراهب؟ فسألت عنها ، فإذا هي رابعة امرأة أحمد بن أبي الحواري.

قال أحمد بن أبي الحواري :

جئت إلى البيت وأنا متفكّر فقالت لي امرأتي رابعة : لم تتفكر؟ قال : قلت : رأيت شيخا راهبا ووراءه غلام حدث ذاهب ، فقلت للغلام : لم تتبع هذا؟ قال : يسقيني الدواء ، فقالت لي رابعة : فما ذا قلت له؟ قال : قلت : ما قلت له شيئا ، قالت : فألا قلت له : دواء الخوف أو دواء المحبّة؟.

قال أحمد بن أبي الحواري [١] :

جلست آكل ، وجعلت رابعة تذكّرني ، قلت لها : دعينها تهنّينا [٢] طعامنا ، قالت : ليس أنت وأنا ممّن يتنغّص عليه الطعام عند ذكر الآخرة.

وقال أحمد : سمعت رابعة تقول [٣] :

ما رأيت ثلجا قطّ إلّا ذكرت تطاير الصحف ، ولا رأيت جرادا قط إلّا ذكرت الحشر ، ولا سمعت أذانا قطّ إلّا ذكرت منادي القيامة.

قال : وقلت لنفسي : كوني في الدنيا بمنزلة المطر الواقع حتى يأتيك قضاؤه.

قال أحمد [٤] :


[١] الخبر في صفة الصفوة ٤ / ٣٠١ ونسبه في الدر المنثور ص ٢٠١ لزينب العاملية.

[٢] في صفة الصفوة : يهنينا طعامنا.

[٣] الخبر في صفة الصفوة ٤ / ٣٠٢.

[٤] الخبر في صفة الصفوة ٤ / ٣٠١.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست