responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 118

قلت لرابعة ـ وهي امرأتي ـ وقامت بالليل : قد رأينا أبا سليمان وتعبّدنا معه ، ما رأيت من يقوم في أوّل الليل ؛ فقالت : سبحان الله! مثلك يتكلّم بمثل هذا! إنما أقوم إذا نوديت.

قال أحمد بن أبي الحواري [١] :

كان لرابعة أحوال شتى ، فمرّة غلب عليها الحب ، ومرة غلب عليها الأنس ، ومرة غلب عليها الخوف ؛ فسمعتها في حال الحبّ تقول :

حبيب ليس يعدله حبيب

ولا لسواه في قلبي نصيب

حبيب غاب عن بصري وشخصي

وفي قلبي حبيب لا يغيب

وسمعتها في حال الأنس تقول [٢] :

ولقد [٣] جعلتك في الفؤاد محدّثي

وأبحت جسمي من أراد جلوسي

فالجسم مني للجليس مؤانس

وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي

وسمعتها في حال الخوف تقول [٤] :

زادي قليل ما أراه مبلّغي

فللزاد [٥] أبكي أم لبعد مسافتي؟

أتحرقني بالنّار يا غاية المنى

فأين رجائي فيك أين مخافتي [٦]؟

قال أبو دجانة :

كانت رابعة إذا غلب عليها الحبّ تقول :

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه

هذا محال في الفعال بديع

لو كان حبّك صادقا لأطعته

إنّ المحبّ لمن أحبّ مطيع


[١] الخبر والبيتان في صفة الصفوة ٤ / ٣٠١ وهما في الدر المنثور ص ٢٠١ لزينب العاملية.

[٢] البيتان في صفة الصفوة ٤ / ٣٠١ ـ ٣٠٢ منسوبان لرابعة الشامية ، وهما في وفيات الأعيان ٣ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ والبداية والنهاية ١٠ / ١٨٧ منسوبان فيهما إلى رابعة العدوية البصرية.

[٣] في وفيات الأعيان : إنني.

[٤] البيتان في صفة الصفوة ٤ / ٣٠٢ والدر المنثور ص ٢٠١.

[٥] في صفة الصفوة : وزادي ... أللزاد.

[٦] في صفة الصفوة : «أين محبتي» وبهامشها عن نسخة : مخافتي.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 69  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست