وامل لطفا ثم عطفا ورأفة
ومن منك يا مولاي بالعبد أرأف
سلام من الراني تتلوه رحمة
على عصبة بالحب منه تألفوا
أولئك حزب الله والله حزبهم
شموس ضياء أنوارهم ليس تكشف
أصون لساني عن مديح سواهم
وتعرف نفسي عنه جدا وتأنف
ولي عند ذكراهم لسان لصارم
يغد الصفا عصب صقيل ومرهف
أروم جزيلا من نوال مهيمن
عظيم الحبا والله يعطي ويضعف
٩٢٨٩ ـ رجل شاعر
كتب إلى أبي الحسن بن الران [الواعظ][١].
أنبأنا أبو محمّد ابن الأكفاني ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد ـ إجازة ـ قال : وكتب رجل إليه ـ يعني أبا الحسن ابن الران ـ :
عجبت ومثلي لا يعجب
طربت ومثلي لا يطرب
لليل يكر على فجره
وعمري بينهما يذهب
وما تبت لله من زلة
فأين من الله لي مهرب
ولا خفت سطوته إذ خلوت
بأقبح شيء له أركب
فوا حزني ثم وا حسرتي
على مكسب شر ما يكسب
ويا لهف نفسي على توبة
تقرب مني الذي أطلب
وكيف السبيل إلى ما طلبت
وأنت خبير بما يطلب
وقل لي يا طربي تارة
ويا عجبي ما الذي يعجب
وإني لفي شغل عنهما
بأمر عظيم هو الأغلب
فلله درك من واعظ
يرغب فيما له يرغب
فأجابه ـ يعني الشيخ أبا الحسن ابن الران الواعظ ـ :
عجبت لذي اللب إعجابه
وأسباب غفلته أعجب
فإن كنت أبصرت قصد الطريق
يقينا وصح لك المطلب
فخذ في مسيرك ذات اليمين
تفوز وتحظى بما تطلب
[١] زيادة عن مختصر ابن منظور.