نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 64 صفحه : 81
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء ، نا الأصمعي قال :
مازح المأمون يحيى بن أكثم فمرّ غلام أمرد فقال : يا يحيى ، وأومأ إلى الغلام ما يقول في محرم اصطاد ظبيا ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ هذا لا يحسن بإمام مثلك مع فقيه مثلي ، قال : فمن القائل : قاض يرى الحدّ في الزنا ولا يرى على من يلوط بأس ، فقال : من عليه لعنة الله ، فمن الذي يقول :
لا أحسب الجور ينقضي وعلى
الأمة وال من آل عباس
فوجم المأمون ، وقال : هذا مزاح قد تضمن إسماعا قبيحا ، وأنشأ يقول [١] :
وكنا نرجي أن نرى العدل ظاهرا
فأعقبنا بعد الرجاء قنوط
وهل تصلح الدنيا ويصلح أهلها
وقاضي قضاة المسلمين يلوط
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا ـ وأبو الحسن العطار ، نا ـ أبو بكر الخطيب [٢] ، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدثني أبو الحسن ابن المأمون ، قال المأمون ليحيى بن أكثم : من الذي يقول؟ وهو يعرّض به :
قاض يرى الحدّ في الزناء ولا
يرى على من يلوط من باس
قال : وما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قال : لا ، قال : يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول :
حاكمنا يرتشي وقاضينا
يلوط ، والرأس شرّ ما راس
قال : فأفحم المأمون وأسكت خجلا.
قال[٣] : وحدّثني الصوري ، أنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني ، أنا أبو روق الهزّاني ، قال : أنشد أبو صخرة الرياشي في يحيى بن أكثم :
[١] البيتان في مروج الذهب ٤ / ٢٧ ونسبهما إلى راشد بن إسحاق الكاتب ، وسماه ابن خلكان : أبا حكيمة.