نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 63 صفحه : 367
ذكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي أن وهبا ولد سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن ـ بتبريز ـ أخبرنا أبو مسعود محمّد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، حدّثنا أبو غالب البغدادي ، حدّثنا يوسف بن يحيى ، حدّثنا عبد القدّوس بن الحجّاج ، حدّثني شيخ من شيوخ خولان كان نديما ، قال : دخل يزيد بن عبد الملك مسجد دمشق ، فرأى نقشا في حجر ، فقال : ما هذا؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ما نعرفه ، أين أنت عن وهب بن منبّه؟ فإنّه قرأ الكتب ، فبعث إليه ، فأتاه ، فقال : تنظر في هذا الكتاب هل تعرفه؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، هو ابن آدم ، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجوه [١] من أملك ، وإنّما تلقى ندمك ، لو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك أهلك ، وذهب عنك الحبيب وودعك القريب ، فلا أنت إلى أهلك عائد ، ولا في عملك زائد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.
وقد روي أن الذي سأله سليمان بن عبد الملك.
أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام ابن محمّد ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي [٢] ، حدّثنا أبو زكريا يحيى ابن عبد الرحيم [٣] بن عمارة الهمداني ـ من أهل قرية دقانية [٤] ـ حدّثنا شعيب بن شعيب ـ هو ابن إسحاق القرشي [٥] ـ حدّثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني ، حدّثنا شيخ من مشيخة أهل حمص من أهل الفقه ، قال : دخل سليمان بن عبد الملك مسجد دمشق ، فإذا نقش في حجر فقال لمن معه : ما هذا النقش؟ قالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين ، قال : ابعثوا إلى ناس من النصارى واليهود ، قال : فجاءوه بأناس ، فقالوا : ما نعرف ، فقيل : يا أمير المؤمنين ، ابعث إلى وهب بن منبّه ، فإنه يقرأ الكتاب ، قال : فبعث إليه ، فعرفه ، فإذا هو :
يا بن آدم ، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك ، وإنما تبقى بندمك لو قد زلّت بك قدمك ، فأسلمك أهلك وحشمك ، وانصرف عنك الحبيب