responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 61  صفحه : 316

بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له منظور [١] ، فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه ، فقال : يا ميسرة ، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة : رجل من قريش ، من أهل الحرم ، قال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلّا نبيّ ، ثم قال : في عينيه حمرة؟ قال ميسرة : نعم ، قال : ولا تفارقه ، قال الراهب : هو هو ، وهو آخر الأنبياء ، فيا ليتني أدركه حين يؤمر بالخروج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر السوسي ، أنا أحمد بن معروف ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد [٢] ، أنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي ، نا موسى بن شيبة ، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك ، عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية [٣] أخت يعلى بن منية [٤] قالت :

لما بلغ رسول الله 6 خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب : أنا رجل لا مال لي ، وقد اشتدّ الزمان علينا ، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها [٥] ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك ، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمّه له ، فأرسلت إليه في ذلك ، وقالت : أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك.

قال أبو طالب : هذا رزق قد ساقه الله إليك ، فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام ، فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلّا نبيّ ، ثم قال لميسرة : أفي عينيه حمرة؟ قال : نعم ، لا تفارقه ، [قال : هو نبي][٦] وهو آخر الأنبياء ، ثم باع سلعته ، فوقع بينه وبين رجل تلاح ، فقال رجل : احلف باللات والعزّى ، فقال رسول الله 6 : «ما أحلف بهما قط ، وإنّي لامرؤ» [٧]


[١] كذا بالأصل ود ، و «ز» ، هنا ، وفي المختصر : «نسطور» وفي الخبر التالي عن ابن سعد ، سترد : نسطور.

[٢] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

[٣] الأصل : منبه ، والمثبت عن د ، وابن سعد.

[٤] راجع الحاشية السابقة. ومنية أمه وهي منية بنت الحارث بن جابر ، واسم أبيه أمية. راجع ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٧٤٧ طبعة دار الفكر.

[٥] أي إبلها ودوابها ، وما كان يستعمل للتجارة منها ، جمع عير ، راجع اللسان.

[٦] ما بين معكوفتين سقط من الأصل ود ، واستدرك للإيضاح عن ابن سعد.

[٧] بالأصل ود : «لأمي» والمثبت عن ابن سعد.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 61  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست