نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 61 صفحه : 233
ولاه هارون الرشيد دمشق والشام بأسره أيام عصبية أبي الهيذام فقدم دمشق وأصلح بين المضرية واليمانية.
وحكى عن أبيه يحيى ، وأخيه الفضل ، والمأمون.
حكى عنه : ابنه هارون بن موسى ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، والوليد بن أبي سعيد الحاجب ، وعلي بن محمّد المدائني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السميساطي ، نا عبد الوهّاب الكلابي ، نا عثمان بن محمّد الذهلي ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا المدائني ، عن موسى بن يحيى قال : كان يحيى بن خالد البرمكي يقول : ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها : الكتاب يدل على مقدار عقل كاتبه ، والرسول على مقدار عقل مرسله ، والهدية على مقدار عقل مهديها.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبير ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير قال [١] : وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة ست وسبعين ومائة هاجت العصبية بالشام ، وذلك أن هذه الفتنة هاجت بالشام وعامل السلطان بها موسى بن عيسى ، فقتل بين اليمانية والنزارية [٢] على العصبية [من][٣] بعضهم لبعض بشر كثير ، فولّى الرشيد موسى بن يحيى بن خالد الشام ، وضمّ إليه من القوّاد والأجناد ومشايخ الكتّاب جماعة ، فلمّا ورد الشام أحلّت لدخوله إلى صالح بن علي الهاشمي ، فأقام موسى بها حتى أصلح بين أهلها ، وسكنت الفتنة ، واستقام أمرها ، فانتهى الخبر إلى الرشيد بمدينة السلام ، فردّ الرشيد الحكم فيها إلى يحيى [٤] ، فعفا عنهم وعن ما كان بينهم ، وأقدمهم بغداد ، وفي ذلك يقول إسحاق بن حسّان الخريمي [٥] :