نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 61 صفحه : 215
فمن يك كافرا نعماك يوما
فإنّي شاكر لك طول دهري
ثم إن مروان صالح أهل مصر ودخلها صلحا سنة خمس وستين ، وخرج مروان عن مصر راجعا إلى الشام واستخلف على مصر ابنه عبد العزيز بن مروان وخلف معه بشر بن مروان ، ثم توفي مروان بالشام ، واستخلف عبد الملك ، فكتب عبد الملك إلى أخيه بشر بن مروان وهو بمصر يوليه العراق ، وذلك بعد قتل مصعب بن الزّبير ، وكتب عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز أن أشخص مع بشر موسى بن نصير وزيرا [١] ، فخرج بشر من مصر ومعه موسى بن نصير ، وعدي بن ذكر مولى بني رميلة من تجيب وسريح بن أسلم الحضرمي ، ولقيط بن ناشرة المهري ، حتى نزلوا البصرة ، فكان موسى بن نصير على أمره كله إلى أن توفي بشر بن مروان [٢] ، ورجع [٣] موسى بن نصير إلى مصر ، فكان من آثر الناس عند عبد العزيز بن مروان.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال [٤] : وفيها ـ يعني ـ سنة ثمان وسبعين قفل حسان بن النعمان الغساني من القيروان ، واستخلف سفيان بن مالك الثقفي [٥] ، [وقدم على عبد الملك فردّه إلى أفريقيا وزاده طرابلس فقدم على][٦] عبد العزيز بن مروان مصر ، فلم يتقدم [٧] ، وولّى موسى بن نصير سنة تسع وسبعين ، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك ، فقدم حسّان على عبد الملك ، فأمره بلزوم بيته.
وفيها [٨] ـ يعني ـ سنة تسع وسبعين غزا موسى بن نصير أرض المغرب ، فحدّثني بكر بن
[٢] ذكر ابن كثير وفاته سنة ٧٤ بالبصرة ، قال ابن الأعثم في الفتوح ٦ / ٣١٩ أن بشر بن مروان اعتل علة شديدة واستسقى بطنه فمات.
[٣] يفهم من عبارة الإمامة والسياسة أن خالد بن أبان كتب من الشام إلى موسى بن نصير : إنك معزول ، وقد وجه إليك الحجاج بن يوسف. وقد أمر فيك بأغلظ أمر ، فالنجاة والوحى الوحى ، فإما أن تلحق بالفرس فتأمن ، وإما أن تلحق بعبد العزيز مستجيرا.