نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 61 صفحه : 214
عيالات أهل الشام ، فراعه ذلك ، فاستشار موسى بن نصير فقال له موسى : إن كانوا قد خرجوا في هذه الأيام فقد كفيتهم ، فقال له مروان : أزبيرية هذه يا موسى؟ قال : ستعلم يا أمير المؤمنين [١] أزبيرية هي أم مروانية ، إنّي عالم بهذا البحر ، فعقد له مروان على خيله ووجهه ، فسار موسى فيمن معه حتى إذا كان ببعض الشام رأى تكدّرا من النجوم ليلة من ذلك ، فقال : لا يبقى الليلة في البحر مركب إلّا تكسر وذهب ، فأجاز إلى عكا ويافا ، فألقى مراكب أهل مصر قد ألقاها الريح تلك الليلة فتكسرت ، فأخذهم موسى أسرى ، وهي ستمائة رجل كلهم من لخم ، وجعل مروان يتلبث في مسيره ذلك انتظارا لما يأتيه من قبل موسى ، فلما ظفر موسى بالقوم أقبل بهم ، وأغذّ السير حتى أدرك مروان بخربة القتيل فيما بين الفرما [٢] والجفار [٣] ، فدخل على مروان ، فأخبره الخبر ، وأتاه بالأسارى فأجازه مروان بألف دينار ، وسار مروان حتى إذا كان بجرجير [٤] انتهى إليه ما استعدّ به أهل مصر ، فبعث إلى وجوه من معه من أهل الشام وأهل بيته فقال : أشيروا عليّ في هؤلاء الأسرى ، فقال كلّ امرئ منهم برأيه ، وموسى ساكت ، فالتفت إليهم مروان فقال : ما لك يا ابن نصير لا تتكلم؟ قال : يا أمير المؤمنين قال : أخاف من [الكلمة][٥] التي كانت بالأمس ، قال : تكلم ، فلست عندنا ظنينا اليوم ، قال : أرى يا أمير المؤمنين أن تفكّ عانيهم ، وأن تحسن صفادهم [٦] ، وأن تبلغهم مأمنهم ، وأن تعف عنهم ، فيأتي الرجل منهم غدا قومه فيقول فيها لا يستطيعون رده من الثناء [٧] عليك ، فقبل مروان مشورة موسى وفك عنهم ، فقال رجل من أهل مصر من مراد :