نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 59 صفحه : 106
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا العباس الأصم يقول : سمعت أبي يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : لا يصح عن النبي 6 في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء ، وأصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتب النبي 6. فقد أخرجه مسلم في صحيحه [١]. وبعده حديث العرباض : «اللهمّ علّمه الكتاب» ، وبعده حديث ابن أبي عميرة : «اللهمّ اجعله هاديا مهديا»(٢)(٣).
أخبرنا أبو محمّد بن الإسفرايني ، أنا علي بن الحسين ـ إجازة ـ نا أبو منصور ، نا أبو القاسم ، نا إسحاق ، نا أبو عمران ، نا عيسى بن عبد الله بن سليمان ، نا نعيم بن حمّاد [٤] ، نا محمّد بن حرب ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، نا محمّد بن زياد ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال :
بينا أنا راقد في كنيسة يوحنا ـ وهي يومئذ مسجد يصلّى فيها ، ـ إذ انتبهت من نومي ، فإذا أنا بأسد يمشي بين يدي ، فوثبت إلى سلاحي ، فقال الأسد : مه ، إنّما أرسلت إليك برسالة لتبلّغها ، قلت : ومن أرسلك؟ قال : الله أرسلني إليك لتبلغ معاوية السلام ، وتعلمه أنه من أهل الجنّة ، فقلت له : ومن معاوية؟ قال : معاوية بن أبي سفيان.
أنبأنا أبو علي الحدّاد وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد [٥] ، نا أبو يزيد القراطيسي ، نا المعلّى بن الوليد القعقاعي ، نا محمّد بن حرب [٦] الخولاني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني ، عن محمّد بن زياد الألهاني ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال :
كنت قائلا في كنيسة بأريحا ـ وهي يومئذ مسجد يصلّى فيه ـ قال : فانتبه عوف بن مالك من نومته وإذا معه في البيت أسد يمشي إليه ، فقام فزعا إلى سلاحه ، فقال له الأسد : مه ، إنما
[١] رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٣١ ، نقلا عن ابن عساكر.
[٢] راجع صحيح مسلم ٤٤ كتاب فضائل الصحابة (٤٠) باب من فضائل أبي سفيان بن حرب ج ٢٥٠١ (٤ / ١٩٤٥).