نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 57 صفحه : 201
المعتق ـ قال له الدليل : يا رسول الله ، إنّ سوائمهم ترعى عندك فأقم لي حتى أطّلع لك ، قال رسول الله 6 : «نعم» ، فخرج العذريّ طليعة حتى وجد آثار النعم والشاء وهم مغرّبون ثم رجع إلى النبي 6 فأخبره ، وقد عرف مواضعهم ، فسار النبي 6 حتى هجم على ماشيتهم ورعاتهم ، فأصاب رسول الله 6 من أصاب ، وهرب من هرب في كلّ وجه وجاء الخبر أهل دومة الجندل ، فتفرقوا ونزل رسول الله 6 بساحتهم ، فلم يجد بها أحدا ، فأقام بها أياما ، وبثّ السرايا وتفرقوا حتى غابوا عنه يوما ، ثم رجعوا إليه ، ولم يصادفوا منهم أحدا ، وترجع السرية بالقطعة من الإبل ، إلّا أنّ محمّدا بن مسلمة أخذ رجلا ، فأتى به النبي 6 فسأله عن أصحابه فقال : هربوا منك حيث سمعوا بأنك أخذت نعمهم ، فعرض عليه رسول الله 6 الإسلام أياما ، وأسلم ، فرجع رسول الله 6 إلى المدينة ، وكان رسول الله 6 استعمل على المدينة سباع بن عرفطة.
قال الواقدي : غزوة دومة الجندل في ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا ـ يعني ـ من مهاجرة رسول الله 6 إلى المدينة.
قال : وأنا ابن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال [١] : قالوا :
بلغ رسول الله 6 أن بدومة الجندل جمعا كثيرا وأنّهم يظلمون من مرّ بهم من الضافطة ، وأنهم يريدون أن يدنوا بهم من المدينة ، وهي طرف من أفواه الشام وبينها وبين دمشق خمسة ليال ، وبينها وبين المدينة خمس عشرة [٢] [أو ست عشرة ليلة][٣] ليلة ، وذكر نحوا منه.