شهد مع النبي 6 غزوة دومة الجندل [٢] ، وكان دليله إليها ، له ذكر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع البلخي ، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال [٣] : فحدّثني ابن أبي سبرة بن عبد الله بن أبي لبيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن أبي عبد [٤] العزيز عن [٥] عبد الله بن أبي بكر وكلاهما قد حدّثنا بهذا الحديث ، وأحدهما يزيد على صاحبه ، وغيرهما قد حدّثنا أيضا قالوا :
أراد رسول الله 6 أن يدنو إلى أدنى أرض الشام ، وقيل له : إنه طرف من أفواه الشام ، فلو دنوت لها كان ذلك ممّا يفزع قيصر. وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعا كثيرا ، وأنهم يظلمون من مرّ بهم من الضافطة [٦] وكان بها سوق عظيم وتجار ، وضوى إليها قوم من العرب كثير ، وهم يريدون أن يدنوا من المدينة ، فندب رسول الله 6 الناس ، فخرج في الجمّ [٧] المسلمين ، فكان يسير الليل ويمكن النهار ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور ، هاد خرّيت ، فخرج رسول الله 6 مغذّا للسير ونكب عن طريقهم.
ولمّا دنا رسول الله 6 من دومة الجندل ـ وكان بينه وبينه يوم أو ليلة سير الراكب
[١] ترجمته في الإصابة ٣ / ٣٩٦ وأسد الغابة ٤ / ٣٥٧.
[٢] كذا بالأصل ، وم ، ود ، و «ز» ، عقب ابن الأثير في أسد الغابة على قول ابن عساكر قال : «والنبي 6 لم يسر إلى دومة الجندل ؛ إنما أرسل إليها جيشا مع خالد بن الوليد رضياللهعنه ، فربما كان دليل ذلك الجيش». راجع طبقات ابن سعد ٢ / ٦٢.