نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 56 صفحه : 459
كان سبب وفاة مالك بن أبي السّمح أنه لما كبر ضمّ إليه رجل من قريش يقوم عليه ، ففرش له سريرا ، وخرق فيه خرقا للوضوء ، فأتته الجارية يوما ببخور ، فتبخّر ، فوقعت الجارية بقلبه فأهوى إليها ليقبّلها ، وتنحّت عنه فسقط عن السرير ، فاندقت عنقه ، فمات.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد الأنصاريّان ، قالا : نا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، عن الوليد قال : وأخبرني عبد الرّحمن ابن جابر.
أن هشاما تابع إغزاء معاوية [٢] بن هشام الصائفة سنتين ، يفتح له فيها الفتوح حتى توفي معاوية بن هشام ، ثم ولي بعده [سليمان بن][٣] هشام الصوائف ، سنيات لا يليها غيره ، فخرج في سنة من ذلك في بعث كثيف ، ووجه مقدمته في ثمانية آلاف عليها مالك بن شبيب وأصحبه البطّال [٤] ، وأمره بمشاورته والأخذ برأيه ، فخرج معه حتى وغل في أرض الروم.
قال ابن جابر : وأخبرني بعض من غزا معه أنه سمع عبد الوهّاب بن بخت [٥] المكي وهو يقول : والله لقد كنا نسمع أن سريّة ثمانية آلاف ونحوها يليها رجل ..... [٦] وآية ذلك أنها خيل جريدة ليس معهم إلّا راحلة ، فانظروا هل ترون إبلا أو راحلة؟
قال : فركب بعض أهل المجلس ، فجال في العسكر فقال : لم أر إلّا راجل عند آل فلان. قال : ولقينا العدو ، فقتلوا مالكا ، والبطّال ، وعبد الوهّاب بن بخت المكي.
قال ابن جابر :
[١] ملطية : بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام (معجم البلدان).