responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 56  صفحه : 249

الغليظ هواؤه ، الثقيل ماؤه ، الجفاة أهله؟ قلنا : طلب الحديث والأدب ، قال : حبذا ، أتنشدوني أو أنشدكم؟ قلنا : أنشدنا ، فقال :

الله يعلم أنني كمد

لا أستطيع أبث ما أجد

روحان لي روح تضمنها

بلد وأخرى حازها بلد

وأرى المقيمة [١] ليس ينفعها

صبر وليس يضرها جلد

وأظن غائبتي كشاهدتي

بمكانها تجد الذي أجد

ثم أغمي عليه ، وأفاق فصاح بنا ، فقعدنا إليه ، فقال : تنشدوني أو أنشدكم؟ قلنا : أنشدنا ، فأنشدنا :

لما أناخوا قبيل الصح عيسهم

ورحلوها [٢] فثارت بالهوى الإبل

وأبرزت من خلاف السجف ناظرها

ترنو إلي ودمع العين منهمل

وودّعت ببنان حمله [٣] غنم

فقلت : لا حملت رجلان يا جمل

ويلي من البين ما ذا حل بي وبها

من بارح [٤] الوجد حل البين فارتحلوا

إنّي على العهد لم أنقض مودّتهم

فليت شعري لطول الدهر ما فعلوا؟

فقال فتى من المجّان : ماتوا؟ قال : فأموت أنا إذا؟ [قال : مت راشدا][٥] ثم تمطّى ، وتمدد ، فما برحنا حتى دفناه.

وقد وقع إليّ كتاب عقلاء المجانين لابن أبي الأزهر ، فلم أجد هذه الحكاية فيه.

ذكر أبو الفتح بن جني في إملاء الخاطر ونقلته من خط أبي الحسين هبة الله بن الحسن ; ونقله من خط أبي الفتح قال :

ومن هذا ما يحكى من أن أبا عثمان [٦] لما عمل كتاب : «الألف واللام» ، تناوله كافة أصحابه عن جليله فكانوا فيه متقاربي الأحوال ، ثم إنه سأل أبا العباس يعني المبرّد عن دقيقه ومعتاصه ، فأحسن الجواب عنه ، فقال له أبو عثمان : قم فأنت المبرّد ، أي المثبّت للحق.


[١] بالأصل : «القيمة» والمثبت لتقويم الوزن مع معجم البلدان.

[٢] في معجم البلدان : دير هزقل ٢ / ٥٤١ : وثوروها.

[٣] في معجم البلدان : خلته غنم.

[٤] معجم البلدان : من نازح الوجد.

[٥] الزيادة بين معكوفتين عن معجم البلدان للإيضاح.

[٦] يعني أبا عثمان بكر بن محمد بن بقية المازني ، راجع ترجمته في بغية الوعاة ١ / ٤٦٣.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 56  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست