قال له التّوّجي [٣] : ما جمانة والعاقر؟ قال : ما يقول صاحبكم؟ ـ يعني أبا عبيدة ـ قال : هما امرأتان ، فضحك وقال : لا ، عليه ، ذهب مذهبا يذهب نحوه ، هما والله رملتان عند بيوتنا من عن يمين وشمال [٤]. قال التوجي : اكتب ، فلو حضر أبو عبيدة لأفاد هذا ، لأنه بيت الرجل.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي قال : سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرّد يقول :
قال المفضّل الضبّي : قلت لأعرابي : من أين معاشك؟ قال : نرد الحاج ، قلت : فإذا صدروا ، فبكى ثم قال : لو لم نعش إلّا من حيث تدري لم نعش ، فلما أردت الانصراف قال : أتفهم؟ قلت : نعم. قال :
هل الدهر إلّا ضيقة تتفرّج
وإلّا جديد ناضر ثم ينهج
أرى الناس في الدنيا كسفر تتابعوا
على منهج ثم استخفوا فأدلجوا
ذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن المظفّر السميساطي في كتاب .... [٥] الذي صنّفه.
وافيت الشام وأنا حدث في جماعة أحداث أكتب الحديث ، وألقى أهل العلم ، فاجتزنا بدير مرّان [٧] فقلت : أنا أحب النظر إليه فاصعدوا بنا فدخلناه فرأينا منظرا حسنا ، وإذا في بعض بيوته كهل مشدود ، حسن الوجه ، عليه أثر النعمة ، فدنونا منه ، فسلّمنا عليه ، فرد وقال : من أين أنتم يا فتيان؟ فقلنا : من العراق ، فقال : بأبي أنتم ، ما الذي أقدمكم هذا البلد